فصل: الشاهد السادس والخمسون بعد السبعمائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.الخلط من جشم.

هذا القبيل يعرف بالخلط وهم في عداد جشم هؤلاء لكن المعروف أن الخلط بنو المنتفق من بني عامر بن عقيل بن كعب كلهم شيعة للقرامطة بالبحرين ولما ضعف أمر القرامطة استولى بنو سليم على البحرين بدعوة الشعية ثم غلبهم عليها بنو أبي الحسين من بطون تغلب بالدعوة العباسية فارتحل بنو سليم وبنو المنتفق من هؤلاء المسمون بالخلط إلى أفريقية وبقي سائر بني عقيل بنواحي البحرين إلى أن غلب منهم على التغلبيين بنو عامر بن عوف بن مالك بن عوف بن مالك بن عوف بن عامر بن عقيل إخوة الخلط هؤلاء لأنهم في المغرب منسوبون إلى جشم تخليطا في النسب ممن يحققه من العوام.
ولما أدخلهم المنصور إلى المغرب كما قلنا استقروا ببسائط تامستا فكانوا أولي عدد وقوة وكان شيخهم هلال بن حميدان بن مقدم بن محمد بن هبيرة بن عواج لا نعرف من نسبه أكثر من هذا فلما ولي العادل بن منصور خالفوا عليه وهزموا عساكره وبعث هلال ببيعته إلى المأمون سنة خمس وعشرين وستمائة واتبعه الموحدون في ذلك وجاء المأمون وظاهروه على أمره وتحيز أعداؤهم سفيان إلى يحيى بن القاص منازعة ولم يزل هلال مع المأمون إلى أن هلك في حركة سبتة وبايع بعده لابنه الرشيد وجاء به إلى مراكش وهزم سفيان واستباحهم.
ثم هلك هلال وولي أخوه مسعود وخالف على الرشيد عمر بن أوقاريط شيخ الهساكرة من الموحدين وكان صديقا لمسعود بن حميدان فاغراه بالخرف على اكسز السلطان فخالف وحاول عليه الرشيد حتى قدم عليه بمراكش وقتله في جماعة من قومه سنة اثنتين وثلاثين وستمائة وولي أمر الخلط بعده يحيى ابن أخيه هلال ومر بقومه إلى يحيى بن القاص وحصروا مراكش ومعهم ابن أوقاريط وخرج الرشيد إلى سجلماسة واستولوا على مراكش وعاثوا فيها ثم جاء الرشيد سنة ثلاث وثلاثين وستمائة وغلبهم عليها ولحق ابن أوقاريط بالأندلس.
وأبدى علي بن هود بيعة الخلط وعلموا أنها حيلة من ابن أوقاريط وأنه تخلص من الورطة فطردوا عنهم يحيى بن القاص إلى معقل وراجعوا الرشيد فقبض على علي ووشاح ابني هلال وسجنهم بأزمور سنة خمس وثلاثين وستمائة ثم أطلقهم ثم غدر بعد ذلك بمشيختهم بعد الاستدعاء والتأنيس وقتلهم جميعا مع عمر بن أوقاريط كان أهل اشبيلية بعثوا به إليه ثم حضروا مع السعيد في حركته إلى بني عبد الواد وجروا عليه الواقعة حتى قتل فيها بفتنتهم مع سفيان يومئذ فلم يزل المرتضى يعمل الحيلة فيهم إلى أن تقبض على أشياخهم سنة إثنتين وخمسين وستمائة وقتلهم ولحق عواج بن هلال ببني مرين وقدم المرتضى عليهم علي بن أبي من بيت الرياسة فيهم ثم رجع عواج سنة أربع وخمسين وستمائة وأغزاه علي بن أبي علي فقتل في غزاته.
ثم كانت واقعة أم الرجلين على المرتضى سنة ستين وستمائة فرجع علي بن أبي علي إلى بني مرين ثم صار الخلط كلهم إلى بني مرين وكانت الرياسة فيهم بأول السلطان لبني مرين لمهلهل بن يحيى من مقدم وأصهر إليه يعقوب بن عبد الحق فانكحه ابنته التي كان منها ابنه السلطان أبو سعيد ولم يزل مهلهل عليهم إلى أن هلك سنة خمس وتسعين وستمائة ثم ابنه عطية وكان لعهد السلطان أبي سعيد وابنه أبو الحسن وبعثه سفيرا إلى سلطان مصر الملك الناصر.
ولما هلك قام بأمره أخوه عيسى بن عطية ثم ابن أخيهما زمام بن إبراهيم بن عطية وبلغ إلى المبالغ من العز والترف والدالة على السلطان والقرب من مجلسه إلى أن هلك فولي أمره ابنه أحمد بن إبراهيم ثم أخوه سليمان بن إبراهيم ثم أخوهما مبارك على مثل حالهم أيام السلطان أبي عنان ومن بعده إلى أن كانت الفتنة بالمغرب بعد مهلك السلطان أبي سالم واستولى على المغرب أخوه عبد العزيز وأقطع ابنه أبا الفضل ناحية مراكش فكان مبارك هذا معه.
ولما تقبض على أبي الفضل تقبض على مبارك وأودع السجن إلى أن غلب السلطان عبد العزيز على عامر بن محمد وقتله فقتل معه مبارك هذا لما كان يعرف به من صحابته ومداخلته في الفتن كما يذكر في أخبار بني مرين وولي ابنه محمد على قبيل الخلط إلا أن الخلط إلا أن اليوم دثرت كأن لم تكن بما أصابهم من الخصب والترف منذ مائتين من السنين بذلك البسيط الأفيح زيادة للعز والدعة فأكلتهم السنون وذهب بهم اترف والله غالب على أمره.